السبت 13 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

كيف تؤثر التغذية على الصحة النفسية والمزاج اليومي؟

السبت 13/ديسمبر/2025 - 12:54 م
التغذية
التغذية

تعتبر التغذية السليمة عاملًا أساسيًا لا يقتصر تأثيره على صحة الجسم فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والمزاج بشكل مباشر، وقد أظهرتالدراسات الحديثة أن نوعية الطعام الذي نتناوله يوميًا تؤثر على مشاعرنا، مستوى الطاقة، القدرة على التركيز، وحتى احتمالات التعرض للقلق والاكتئاب.

في ظل الضغوط اليومية المتزايدة، أصبح الاهتمام بالنظام الغذائي وسيلة طبيعية لدعم الاستقرار النفسي وتحسين المزاج دون الاعتماد على الأدوية في كثير من الحالات.

دور العناصر الغذائية في تعزيز الصحة النفسية

تعتمد وظائف الدماغ على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية، لإنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج، كالـ"سيروتونين" و"الدوبامين".

وعلى سبيل المثال، يساهم فيتامين B المركب في تقليل التوتر والإجهاد، بينما يلعب المغنيسيوم دورًا مهمًا في تهدئة الأعصاب وتحسين جودة النوم. كما تعتبر الأحماض الدهنية "أوميجا 3" من العناصر الحيوية لتحسين الحالة المزاجية، حيث تقلل من الالتهابات العصبية وتعزز وظائف الدماغ، مما ينعكس إيجابيًا على الشعور بالهدوء والتوازن النفسي.

العلاقة بين صحة الأمعاء والمزاج

أظهرت الأبحاث الحديثة وجود ارتباط وثيق بين صحة الجهاز الهضمي والحالة النفسية، فيما يعرف بمحور "الأمعاء- الدماغ". فالبكتيريا النافعة في الأمعاء تساهم في إنتاج نسبة كبيرة من هرمون السيروتونين، المعروف بـ"هرمون السعادة".

والنظام الغذائي الغني بالألياف والبروبيوتيك، مثل الزبادي والخضروات والفواكه، يساعد على تعزيز توازن البكتيريا النافعة، ما يقلل القلق ويحسن المزاج بشكل عام.

تأثير السكريات والأطعمة المصنعة على المزاج

على الجانب الآخر، تؤثر الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات والوجبات المصنعة سلبيًا على الصحة النفسية، حيث تسبب تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم، تليها شعور بالإرهاق والانخفاض النفسي.

كما ترتبط الوجبات السريعة بزيادة معدلات التوتر والاكتئاب، نتيجة افتقارها للعناصر الغذائية الأساسية واحتوائها على نسب عالية من الدهون غير الصحية.

أهمية الانتظام في مواعيد الطعام

لا تقل أهمية انتظام مواعيد الوجبات عن نوعية الطعام نفسه. 

وتنظيم مواعيد الأكل يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، ويحد من التقلبات المزاجية المفاجئة، ويعزز التركيز والانتباه.

وينصح خبراء التغذية بتقسيم اليوم إلى ثلاث وجبات رئيسية مع وجبات خفيفة صحية، لضمان توازن الطاقة طوال اليوم.

نصائح غذائية لتحسين الحالة النفسية

لتحسين المزاج ودعم الصحة النفسية، ينصح بتطبيق بعض العادات الغذائية البسيطة:

  • الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة.
  • اختيار الحبوب الكاملة بدل المكررة.
  • تقليل السكريات والمشروبات الغازية.
  • شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
  • دمج المكسرات والأسماك الدهنية في النظام الغذائي.

التغذية كنمط حياة متكامل

رغم أهمية التغذية، يشدد الخبراء على أن الصحة النفسية تعتمد على نمط حياة متكامل، يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على النوم الكافي، وإدارة التوتر بطرق صحية. 

ومع ذلك، تبقى التغذية المتوازنة حجر الأساس لأي خطة لدعم الصحة النفسية على المدى الطويل.