الإثنين 15 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
منوعات

تصنيف مواليد الثمانينات كـ كبار سن يشعل الجدل على مواقع التواصل.. القصة كاملة

الإثنين 15/ديسمبر/2025 - 07:12 م
مواليد الثمانينات
مواليد الثمانينات

مواليد الثمانينات.. أثارت دعابة ساخرة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حالة واسعة من الجدل بين مواليد الثمانينات، بعدما زعمت بعض المنشورات – على سبيل المزاح – أن الأمم المتحدة صنّفت مواليد هذا الجيل ضمن فئة كبار السن. 

وسرعان ما انتشر الخبر بشكل لافت، متسببًا في موجة من التعليقات الساخرة والتساؤلات الجادة حول دقته، خاصة بين أبناء هذا الجيل الذين لا يزالون في منتصف أعمارهم العملية والاجتماعية.

 الحقيقة وفق تصنيفات الأمم المتحدة 

وبالرجوع إلى التصنيفات الرسمية للأمم المتحدة، يتضح أن ما تم تداوله لا يتعدى كونه دعابة غير صحيحة، إذ تُصنّف الأمم المتحدة كبار السن على أنهم من بلغوا سن الستين عامًا فأكثر.

 وبناءً على ذلك، فإن أكبر مواليد الثمانينات لم يتجاوزوا حتى الآن سن 46 عامًا، وهو ما ينفي تمامًا إدراجهم ضمن فئة كبار السن بأي معيار علمي أو دولي معتمد.

 تصنيف الأعمار وفق منظمة الصحة العالمية 

وتدعم منظمة الصحة العالمية (WHO) هذا التوضيح من خلال تصنيفها الدقيق للمراحل العمرية، حيث تُقسم الأعمار إلى فئات واضحة؛ إذ تُصنّف فئة الشباب من عمر 25 إلى 44 عامًا، بينما تمتد مرحلة منتصف العمر من 44 إلى 60 عامًا، ويُعتبر كبار السن من 60 إلى 75 عامًا.

 ثم تأتي مرحلة الشيخوخة من 75 إلى 90 عامًا، في حين يُصنّف من تجاوزوا سن 90 عامًا ضمن فئة المعمرين. ووفقًا لهذا التصنيف، فإن مواليد الثمانينات يقعون حاليًا بين مرحلتي الشباب ونهاية بدايات منتصف العمر.

 مواليد الثمانينات.. جيل الألفية

 ويُعرف مواليد الثمانينات، الممتدون من عام 1980 وحتى 1989، باسم "جيل الألفية" أو (Millennials / Generation Y)، وفي بعض التصنيفات يُدرج الجزء الأكبر منهم ضمن الامتداد المتأخر لـ"الجيل إكس". وتتراوح أعمار هذا الجيل حاليًا ما بين 36 و45 عامًا تقريبًا، ما يضعهم في قلب الفئة الأكثر نشاطًا وإنتاجًا في سوق العمل والمجتمع.

 نشأة فريدة بين عالمين  

نشأ مواليد الثمانينات في بيئة استثنائية جمعت بين العالم التناظري التقليدي، مثل التلفزيون القديم، وشرائط الكاسيت، والهواتف الأرضية، وبين البدايات الأولى للثورة الرقمية، التي شملت ظهور الإنترنت، وأجهزة الكمبيوتر المنزلية، والهواتف المحمولة الأولى. هذا التداخل الزمني منحهم تجربة حياتية فريدة لا تشبه أي جيل آخر.

 قدرة عالية على التكيف التكنولوجي

 ويُعد التكيف التكنولوجي من أبرز سمات مواليد الثمانينات، إذ عايشوا التحولات الكبرى في وسائل الاتصال والتكنولوجيا، بداية من الكاسيت، مرورًا بالأقراص المدمجة (CD)، ثم ملفات MP3، وصولًا إلى الهواتف الذكية والتقنيات الرقمية الحديثة. 

هذه الخبرة المتراكمة جعلتهم من أكثر الأجيال قدرة على التعامل مع التغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا.

 سمات شخصية تجمع بين الأصالة والحداثة 

من الناحية الشخصية، يُوصف مواليد الثمانينات بأنهم يجمعون بين قيم الأجيال السابقة، مثل الاعتماد على النفس، والالتزام بالعمل، وتحمل المسؤولية، وبين قيم حديثة تتعلق بالحرية، والمساواة، والتعبير عن الذات، والسعي لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.

وفي المحصلة، فإن الجدل المثار حول تصنيف مواليد الثمانينات ككبار سن لا يستند إلى أي مرجعية علمية، ويظل مجرد دعابة لاقت رواجًا واسعًا على مواقع التواصل، في وقت لا يزال فيه هذا الجيل في ذروة عطائه الاجتماعي والمهني.