الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار مصر

أهرامات الجيزة بين الجدل الفلكي والحقيقة الأثرية.. رد حاسم من زاهي حواس

الأربعاء 17/ديسمبر/2025 - 02:05 م
راصد الزلازل الهولندي
راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس

عاد الجدل حول أهرامات الجيزة بقوة بعد ظهور راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس في مقطع فيديو جديد، لم يتناول فيه الزلازل كعادته، بل ركز على أهرامات الجيزة، مطلقًا سلسلة من الادعاءات التي ربطت بين بنائها ومعارف فلكية متقدمة، ما أعاد إشعال النقاش العالمي حول أسرار أهرامات الجيزة.

 

طرح تساؤلات مثيرة

تحت عنوان استفزازي، طرح هوغربيتس سؤالًا مباشرًا: من بنى أهرامات الجيزة؟، زاعمًا أن تصميم أهرامات الجيزة يعكس معرفة دقيقة بأحجام الكواكب وسرعة الضوء ونقاط الأوج، وهي معارف قال إنها تتجاوز قدرات المصريين القدماء زمن بناء أهرامات الجيزة.

 

ثقوب الجرانيت الغامضة

أشار هوغربيتس إلى وجود ثقوب دقيقة في الجرانيت الوردي داخل أهرامات الجيزة، موضحًا أن هذا النوع من الأحجار شديد الصلابة، وأن حفره بدقة دائرية يتطلب أدوات متقدمة، معتبرًا أن هذه التفاصيل التقنية تضيف غموضًا جديدًا حول كيفية تشييد أهرامات الجيزة.

 

لغز البناء والنقل

تساءل راصد الزلازل عن كيفية بناء أهرامات الجيزة ونقل كتل الجرانيت الضخمة لمسافات تصل إلى مئات الكيلومترات، مؤكدًا أن طريقة تشييد أهرامات الجيزة، من حيث الوزن الهائل للأحجار والدقة الهندسية، ما زالت غير مفهومة بالكامل في رأيه.

 

محاذاة هندسية دقيقة

لفت هوغربيتس إلى أن أهرامات الجيزة ليست مصطفة على خط مستقيم تمامًا، موضحًا أن هرم منقورع يخرج قليلًا عن هذا الخط، رغم أن أهرامات الجيزة جميعها محاذية بدقة شبه تامة للاتجاه الشمالي، وهو ما اعتبره دلالة فلكية لافتة.

 

نسب كونية مزعومة

انتقل هوغربيتس إلى الحديث عن نسب أحجام أهرامات الجيزة، مدعيًا وجود تطابق مذهل بين نسب أحجام الأهرامات ونسب أحجام بعض الكواكب، حيث ربط بين هرم خوفو وكوكب الأرض، وهرم خفرع وكوكب الزهرة، في محاولة لإثبات أن تصميم أهرامات الجيزة لم يكن عشوائيًا.

 

مقارنة الكواكب

أوضح أن نسبة حجم هرم خوفو إلى خفرع تقترب كثيرًا من نسبة حجم الأرض إلى الزهرة، معتبرًا أن هذا التشابه لا يمكن أن يكون محض صدفة، وأن أهرامات الجيزة ربما صُممت لتعكس ترتيب الكواكب الداخلية في النظام الشمسي.

 

توقيت فلكي محدد

زعم هوغربيتس أن اصطفاف أهرامات الجيزة يتطابق تمامًا مع اصطفاف عطارد والزهرة والأرض في عام 3088 قبل الميلاد، مؤكدًا أن هذا الاصطفاف لا يحدث إلا عندما يكون عطارد في نقطة الأوج، وهو ما اعتبره دليلًا إضافيًا على العلاقة بين أهرامات الجيزة والفلك.

 

وحدة القياس القديمة

أضاف أن وحدة القياس المصرية القديمة، الذراع، تتطابق تقريبًا مع نسب فلكية تتعلق بنقاط الأوج، معتبرًا أن هذا التطابق بين الذراع وأبعاد أهرامات الجيزة والكواكب يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مصدر هذه المعرفة.

 

معادلات مثيرة

قدم هوغربيتس ما وصفه بمعادلات دقيقة تربط بين قواعد أهرامات الجيزة وسرعة الضوء وأحجام الأرض والشمس، مشددًا على أن هذا المستوى من الترابط الرياضي والفلكي يتجاوز – بحسب رأيه – قدرات الحضارة المصرية القديمة.

 

استبعاد الصدفة

أكد راصد الزلازل أن تكرار هذه النسب داخل تصميم أهرامات الجيزة يجعل من الصعب اعتبارها مجرد مصادفات، متسائلًا عن الجهة التي امتلكت هذه المعرفة المتقدمة، ومشيرًا إلى أن الإجابة ما زالت مجهولة.

 

ماسك يشعل النقاش

زاد الجدل حول أهرامات الجيزة بعد تغريدة سابقة لإيلون ماسك لمح فيها إلى أن الكائنات الفضائية ربما بنت الأهرامات، وهو ما أعاد هذه الفرضيات المثيرة إلى صدارة النقاش العالمي حول أهرامات الجيزة.

 

رد حاسم من حواس

واجه عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس هذه الادعاءات بحزم، مؤكدًا أن أهرامات الجيزة شُيدت بأيادٍ مصرية خالصة، وأنه رد سابقًا على ماسك الذي اعترف لاحقًا بخطأ طرحه.

 

بردية تكشف الحقيقة

استند حواس إلى اكتشاف بردية وادي الجرف في سيناء، والتي توثق بالتفصيل مراحل بناء هرم خوفو، موضحًا أن هذه البردية تقدم دليلًا قاطعًا على طرق بناء أهرامات الجيزة ونقل الأحجار عبر نهر النيل.

 

دور نهر النيل

أوضح حواس أن نهر النيل كان مرتبطًا بشبكة قنوات وموانئ قريبة من أهرامات الجيزة، ما سهّل نقل الأحجار الضخمة باستخدام المراكب، ودحض فكرة وجود تقنيات خارقة أو كائنات فضائية.

 

نفي قاطع للخيال

شدد عالم الآثار المصري على أنه لا توجد أي علاقة للكائنات الفضائية ببناء أهرامات الجيزة، مؤكدًا أن كل الأدلة الأثرية والعلمية تثبت عبقرية المصريين القدماء في الهندسة والتنظيم.

 

جدل متجدد دائمًا

تبقى أهرامات الجيزة محورًا للجدل عبر العصور، بين نظريات مثيرة وأدلة علمية راسخة، إلا أن الاكتشافات الأثرية المتتالية تؤكد يومًا بعد يوم أن سر عظمة أهرامات الجيزة يكمن في الحضارة المصرية نفسها، لا في الأساطير.