الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

شخابيط

محمد الصايم يكتب: شيطنة الذكاء الاصطناعي !!

الأحد 21/ديسمبر/2025 - 10:46 ص

أثار الانتشار السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لمساعدة الباحثين مثل ChatGPT، وGemini، وCodai، وAI Pixel، حالة من القلق المساعدة الباحثين لكن تحميل هذه الأدوات وحدها مسئولية تراجع البحث العلمى هو تبسيط مخل، وإخفاء للمتهم الحقيقي الذي يختار الغش، والجامعات التى تتجاهل الضمير العلمي.

الواقع أن البحث العلمى فى جامعاتنا يعانى من خلل منذ عقود، من ضعف المنهجية إلى غياب التفكير النقدى والتساهل مع النقل غير المشروع. وجاء الذكاء الاصطناعى ليكشف هذا الخلل لا ليصنعه. فالطالب الذي يسلم بحثا كاملًا لم ينجزه بنفسه لم يصبح غشاشا بسبب التكنولوجيا، بل لأنه وجد وسيلة أسهل لما كان يمارسه بالفعل

ووجهت سؤالى إلي ChatGPT أنت المتهم الأول فكان رده « أنا أداة، لا عقلا ولا باحثا. لا أبتكر فرضيات، ولا أجرى تجارب، ولا أطالب بأي درجات علمية.. ووجه كلامه للباحث، أنت من يستخدم النص، وأنت تتحمل وحدك المسئولية الأخلاقية والعلمية؟ واستخدامی كستار للغش يكشف عجزك أم يصنع علما ؟

 

الذكاء الاصطناعي لا يترك توقيعا

ويشيع اعتقاد خاطئ بأن النصوص المنتجة تحمل «علامات سرية» أو بصمة رقمية»، يمكن اكتشافها آليا. هذا غير صحيح فتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تترك توقيعا يمكن الاعتماد عليه. أما التحايل عبر إعادة الصياغة أو دمج النصوص البشرية، فلا يجعل البحث علميا.

التحايل يفشل أمام لجان المناقشة، حيث يظهر الاعتماد غير المشروع في: العجز عن شرح المشكلة، ضعف الربط بين الفرضيات والنتائج، التردد عند مناقشة المنهج، وغياب البصمة الفكرية العلامة الحاسمة: هل يستطيع الباحث التفكير فيما كتب؟ إن لم يستطع، فكل المحاولات لن تفيده. إن أخطر ما في هذه الممارسات هو إنتاج كوادر تحمل ألقابا علمية بلا كفاءة، ما يضر مصداقية التعليم. أما التركيز على شيطنة الأداة، فهو هروب من أصل المشكلة وغياب المحاسبة والضمير العلمي. والذكاء الاصطناعى يمكن أن يخدم التعلم كما يمكن أن يساء استخدامه. الفارق الحقيقي يكمن فى الضمير، فالعلم لا يُقتل بالتكنولوجيا، بل بانعدام الأمانة.

 قواعد صارمة لمكافحة الغش

وأخيرًا: على الجامعات والجهات المختصة فرض قواعد صارمة لمكافحة الغش، وأن يركزوا على بناء مهارات التفكير والتحليل، لا على حظر الأدوات نفسها. وبهذه الطريقة، سنخرج أجيالًا تحمل ألقابًا بلا معرفة حقيقية، وستظل الأزمة تتفاقم مهما تقدمت التكنولوجيا. الضمير العلمي هو الدرع الوحيد الذي يحمى البحث والتعليم من الانهيار