شخابيط
محمد الصايم يكتب : انتخابات مجلس النواب 2025..أسئلة صعبة وإجابات مؤجلة
اليوم أكتب عن انتخابات مجلس النواب 2025، رغم أن اهتمامي وكتاباتي تنحاز دائمًا إلى ملف التعليم بوصفه القضية الأهم لبناء المستقبل، فإن ما شهدته فى هذه الانتخابات دفعني للكتابة عن السياسة الانتخابية للمرة الأولى بهذا الوضوح، فما جرى لم يكن حدثًا عابرًا، بل مشهدًا كاشفًا يستحق التوقف والتحليل، خاصة حين تتقاطع السياسة مع الوعي، ويغيب الشباب، وتُطرح أسئلة تمس مستقبل المشاركة والدور البرلماني نفسه
يفرض المشهد الانتخابي نفسه بقوة فى انتخابات مجلس النواب 2025، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن أزمات حقيقية لا يمكن تجاهلها. في مقدمتها عزوف الشباب، وهو عزوف لا يجب التعامل معه باعتباره حالة عابرة، بل ظاهرة تحتاج إلى دراسة جادة لفهم أسبابها: هل ترتبط بغياب القدوة؟ أم ضعف الخطاب السياسي لدى المرشحين؟ أم الإحساس بعدم الجدوى؟ أم جميعها معًا؟
يتزامن ذلك مع انخفاض واضح في أعداد المشاركين، وكأن صندوق الانتخاب لم يعد مغريًا كما كان، أو ربما لم يعد مقنعًا.
الأخطر أن هذا العزوف لا يخص فئة هامشية، بل يمس شريحة الشباب التي تمثل اليوم قاعدة الهرم السكاني الأكبر في مصر
هؤلاء الشباب، وإن غابوا عن انتخابات مجلس النواب 2025، فإنهم سيكونون أصحاب التأثير الحاسم في انتخابات 2030، سواء من حيث الكتلة التصويتية أو القدرة على توجيه الرأي العام، وتجاهل هذه الفئة الآن لا يعني فقط خسارة مشاركة مؤقتة، بل ينذر بفجوة أعمق في المستقبل بين السياسة وأكبر شريحة عمرية في المجتمع. الأخطر أن الأرقام نفسها باتت صادمة؛ إذ شهدنا انهيارًا في نتائج عدد كبير من المرشحين بين الجولة الأولى وجولة الإعادة، بما يعكس اهتزاز القواعد الانتخابية وتراجع القدرة على الحشد وغياب الثقة، وكأن الأصوات لم تعد تمنح بالولاء التقليدي كما في السابق.
من معركة أفكار إلى صراع حصانة
اللافت أن المعركة لدى بعض المرشحين لم تعد معركة برامج وتشريعات، بل صراعًا من أجل الحصانة واسم العائلة، بينما يغيب البرنامج، أو يُكتب على عجل، أو لا يُقرأ أصلًا. لدينا مرشحون بلا برامج، وبرامج بلا مرشحين، والنتيجة فراغ سياسي لا يملؤه شعار ولا لافتة.
المال السياسي خطر صامت
لا يمكن قراءة انتخابات مجلس النواب 2025 دون التوقف أمام ظاهرة المال السياسي، التي عادت لتفرض نفسها في بعض الدوائر، سواء عبر الإنفاق المبالغ فيه، أو شراء الولاءات، أو استغلال الاحتياجات الاقتصادية للمواطنين.
المال السياسي لا يصنع نائبًا كفؤًا، لكنه قد يصنع نتيجة مؤقتة، سرعان ما تنهار داخل البرلمان، وهو ما يفسر تراجع بعض المرشحين بين الجولات، وغياب الأداء الحقيقي بعد الفوز، الأخطر أن هذه الممارسات تُعمّق فقدان الثقة لدى المواطنين، خاصة الشباب، الذين يرون في المال السياسي نقيضًا للعدالة وتكافؤ الفرص
مواجهة هذه الظاهرة لا تكون فقط بالقانون، بل بوعي الناخب، وحسم الدولة، وإعلاء قيمة البرنامج والرؤية على حساب الإنفاق والاستعراض.
الواقع تغيّر
انتهى عصر الخدمات الفردية. فالدولة اليوم تقدم خدماتها بشكل واسع ومؤسسي عبر مشروعات قومية كبرى، وعلى رأسها مبادرة حياة كريمة، لم يعد النائب هو صاحب «بطاقة التموين» أو «حجز تذكرة القطار»، ولم يعد مشهد “وسع يا جدع النائب حضر” صالحًا لزمن جديد
السؤال الحقيقي
ما مواصفات النائب الحقيقي؟
نائب يُشرّع، يُراقب، يُناقش، يُقترح، ويمثل الناس بوعي ومعرفة. نائب دور، لا نائب مناسبات أو صور أو مصالح
وهنا سؤال أكثر جرأة: ماذا لو أُلغيت الحصانة؟
هل سيستمر هذا الصراع المحموم على مقاعد البرلمان؟ وهل يستفيد المواطن فعليًا من وجود بعض هؤلاء تحت القبة؟
انتخابات مجلس النواب ليست أزمة إجراءات، بل أزمة وعي واختيار ودور. وإلى أن نستعيد المعنى الحقيقي للنائب، ستظل المشاركة ضعيفة، والثقة منقوصة، والأسئلة بلا إجابة.
نصائح للفائزين: كيف تُستعاد الثقة؟
والمطلوب من الفائزين فى انتخابات البرلمان 2025، برنامج واضح وقابل للتنفيذ: ضع برنامجًا تشريعيًا ورقابيًا محدد الأولويات، بمؤشرات قياس زمنية، وشاركه علنًا مع ناخبيك
تواصل مؤسسي لا موسمي: أنشئ قنوات تواصل دائمة (مكاتب خدمة تشريعية، جلسات استماع دورية، تقارير أداء ربع سنوية).
العمل تحت القبة أولًا: قدّم مشروعات قوانين، وطلبات إحاطة، وأدوات رقابية مؤثرة، وابتعد عن استعراض الخدمات الفردية.
الشفافية والمساءلة: أعلن مواقفك وتصويتك داخل المجلس، وفسّر قراراتك للناخبين بوضوح.
تمكين الشباب: أشرك الشباب في فرق العمل البرلمانية والاستشارية، واستمع لقضاياهم بلغة عصرهم.
التخصص والمعرفة: اختر ملفًا أساسيًا تتخصص فيه "تعليم، صحة، صناعة، زراعة…) وكن مرجعًا فيه
الشراكة مع الدولة لا الحلول الفردية: انسّق مع الأجهزة التنفيذية لدعم السياسات العامة بدل البحث عن «حل سريع» فردي.
الأخلاق العامة: ابتعد عن تضارب المصالح، وقدّم نموذجًا يُحتذى به في النزاهة والانضباط.
فى النهاية
الفوز بالمقعد بداية اختبار لا نهايته. استعادة ثقة المواطن تبدأ بنائب يعرف دوره، ويحترم عقل ناخبيه، ويؤمن بأن السياسة مسؤولية عامة لا امتيازًا خاصًا
- مجلس النواب
- انتخابات مجلس النواب 2025
- انتخابات مجلس النواب
- الشباب
- الحصانة البرلمانية
- المشهد الانتخابي
- عزوف الشباب
- مجلس النواب 2025
- شريحة الشباب
- محمد الصايم
- فراغ سياسي
- المال السياسي
- قراءة انتخابات مجلس النواب
- بطاقة التموين
- الثقة
- التعليم
- الدور البرلماني
- الحصانة
- تمكين الشباب
- الدولة
- تعليم
- صحة
- شروعات قوانين
- طلبات إحاطة

