أزمة الفكر الديني
محمد عثمان الخشت يكشف خريطة الإصلاح الديني ومنهج التفكير في العالم العربي في حوار فكري شامل
في حلقة حوارية عبر منصة "أربعون"، طرح الدكتور محمد عثمان الخشت رؤية عميقة لتجديد الخطاب الديني وإصلاح الفكر الديني، مؤكدًا أن الجمود الفكري ليس من تراث الإسلام الأول، بل هو نتاج سبعة قرون من التراجع، وهو ما يجعل الحديث عن تجديد الفكر الإسلامي ضرورة استراتيجية في ظل التحولات العالمية.
منهجية التفكير العلمي
وأشار الدكتور محمد عثمان الخشت إلى أن أزمة العالم العربي والإسلامي ليست نقصًا في المعلومات، بل أزمة في منهجية التفكير، موضحًا أن التعليم القائم على التلقين ينتج خريجين يملكون معلومات بلا مهارات، بينما التعليم القائم على التفكير العلمي يعزز القدرة على حل المشكلات، وهو جزء محوري في مسار إصلاح التعليم ومواجهة التطرف الفكري.
التكوين العلمي للدعاة
وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت أهمية إعادة بناء التكوين العلمي لرجال الدين ليشمل الفلسفة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، باعتبارها أدوات أساسية في تجديد العلوم الدينية وفهم الواقع، رافضًا النظرة التقليدية التي تفصل بين هذه العلوم والعلوم الشرعية، وهو طرح مركزي في مشروعه حول تجديد الخطاب الديني.
حروب الفكر الحديثة
وتناول الدكتور محمد عثمان الخشت طبيعة الحروب الفكرية المعاصرة، موضحًا أن العزلة أو المنع لا يواجهان التطرف، وأن الحل يكمن في بناء وعي الشباب عبر مهارات النقد والتحليل، وتطوير منظومة تشمل التعليم والإعلام والثقافة والفنون، وهي رؤية تدعم دور الدولة الوطنية في مكافحة التطرف الفكري.
تراجع التطرف المعاصر
وأشار الدكتور محمد عثمان الخشت إلى انحسار الجماعات المتطرفة مقارنة بالعقود الماضية، مستشهدًا بتجارب دولية ناجحة في مواجهة التطرف، مؤكدًا أن التكامل بين التعليم والفنون والإعلام ومنابر المساجد هو الطريق لتعزيز الوسطية والعقلانية وبناء خطاب ديني جديد أكثر انسجامًا مع الواقع.
جوهر الأزمة العربية
وأوضح الدكتور محمد عثمان الخشت أن جوهر الأزمة في العالم العربي ليس التخلف المعلوماتي بل غياب منهج التفكير العلمي الذي يمنح الفرد القدرة على التحليل، مؤكدًا أن صانع القرار المستقبلي يحتاج أدوات عقلية منهجية، وهذا يتطلب ثورة جذرية في المحتوى التعليمي وطرق التدريس.
بنود خطة الإصلاح
وعرض الدكتور محمد عثمان الخشت مجموعة من بنود العمل لإصلاح الفكر الديني تشمل: تطوير مناهج التفكير النقدي، تدريب الدعاة على العلوم الإنسانية، دعم إعلام مكافحة التطرف، وتعزيز التعاون الدولي لبناء منظومة فكرية جديدة قائمة على العقلانية والوسطية.
الدين والخطاب الديني
وأكد الدكتور محمد عثمان الخشت ضرورة التمييز بين الدين الثابت (القرآن والسنة المتواترة) وبين الخطاب الديني المتغير بوصفه نتاجًا بشريًا قابلًا للنقد والمراجعة، موضحًا أن تجديد الخطاب الديني يستلزم العودة إلى الأصول الصافية للدين لبناء علوم جديدة تستفيد من تطور الفلسفة والعلوم الإنسانية.
نقد التراث القديم
واستشهد الدكتور محمد عثمان الخشت بكتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي، مؤكدًا أنه رغم أهميته، إلا أنه يحتوي على روايات ضعيفة وخرافات، مثل تفسير أوقات الكراهة بظهور “قرن الشيطان”، معتبرًا أن التعامل النقدي مع التراث ضرورة لبناء خطاب ديني جديد متوافق مع منهج التفكير العلمي.
الخبرة الإدارية والواقع
وتحدث الدكتور محمد عثمان الخشت عن تجربته كرئيس لجامعة القاهرة، موضحًا أن العمل المؤسسي يقرب المفكر من هموم المجتمع ويجعل الأفكار أكثر واقعية، مؤكدًا أن الفكر لا يُقاس بالنوايا بل بالنتائج، وأن أي فكر لا يؤدي إلى حلول واقعية هو فكر غير صالح.
ضرورة التجديد الآن
وفي ختام الحوار، شدد الدكتور محمد عثمان الخشت على أن تجديد الخطاب الديني لم يعد خيارًا بل ضرورة وجودية لحماية المجتمع من التطرف والإلحاد، ويتطلب ذلك شجاعة فكرية ومؤسسات قوية تتبنى مشروع الإصلاح الديني الحديث.
مشروع فكري متكامل
واختتم الدكتور محمد عثمان الخشت بأن مؤلفاته تشكل مشروعًا فكريًا يسعى إلى تحرير العقل المسلم من التناقض بين الإيمان والعلم، وإلى بناء رؤية عقلانية حديثة تتفاعل مع التطور العلمي والإنساني وتدعم الدولة الوطنية ومسار النهضة.

مختصر الخبر:
في حوار مع منصة أربعون.. د. الخشت: التكامل بين التعليم والإعلام والفنون مفتاح بناء الدولة الوطنية
- د. الخشت: تحصين الشباب لا بالمنع بل بالنقد والتحليل
- د. الخشت يحدد استراتيجية مواجهة الحروب الفكرية
- د. الخشت: إعادة تأسيس خطاب ديني جديد ضرورة وجودية لعصر مختلف عن القرون الماضية
- د. الخشت يقدم خارطة طريق لإصلاح الفكر الديني وتعليم منهجية التفكير
- د. الخشت: الجمود الفكري نتاج سبعة قرون.. والعلماء الأوائل مارسوا النقد بشجاعة
- الأزمة ليست في المعلومات… بل في منهجية التفكير
- د. الخشت يشخص الخلل الجوهري في التعليم العربي
- د. الخشت ينتقد الإحياء غير النقدي لتراث الغزالي: “إحياء علوم الدين” يحوي خرافات وأحاديث موضوعة
- د. الخشت: تجديد الخطاب الديني ضرورة لحماية المجتمعات من التطرف والإلحاد
- د. الخشت: عالم اليوم ليس عالم القرن الثاني الهجري” ونرفض إعادة إنتاج خطاب ديني صيغ لزمان آخر
- محمد عثمان الخشت
- تجديد الخطاب الديني
- إصلاح الفكر الديني
- تجديد الفكر الإسلامي
- تغيير منهجية التفكير
- إصلاح التعليم العربي
- مواجهة التطرف الفكري
- تحديث الخطاب الديني
- تطوير المناهج التعليمية
- نقد التراث الديني
- الفلسفة والعلوم الإنسانية
- تجديد العلوم الدينية
- مكافحة الجماعات المتطرفة
- منهج التفكير العلمي
- الإصلاح الديني المعاصر
- دور التعليم في مكافحة التطرف
- الفرق بين الدين والخطاب الديني عند محمد عثمان الخشت
- كيفية إعادة بناء التكوين العلمي لرجال الدين
- دور التعليم والإعلام والثقافة في مواجهة التطرف
- أسباب الجمود الفكري عبر القرون الأخيرة أهمية تدريب الشباب على مهارات النقد والتحليل
- أزمة منهجية التفكير في العالم العربي والإسلامي
- رؤية الخشت في تأسيس خطاب ديني جديد
- نقد كتاب إحياء علوم الدين من منظور معاصر
- الوسطية والعقلانية
- بناء وعي الشباب
- محو الخرافات والأساطير
- الحداثة والتجديد
- الدولة الوطنية
- الأمن الفكري
- العلوم الاجتماعية والفلسفية
- الحوار الفكري المعاصر
- منابر المساجد والإعلام
- بناء خطاب ديني جديد








